الأحد، 1 أكتوبر 2017

الصرخي مرجع يرتقي نحو العالمية ام ينحدر نحو القعر

لا شك إن الصرخي الحسني دخل الأوساط المرجعية من أوسع أبوابها في بداية تسعينات القرن العشرين فدخل هذه اللجة هاضما اغلب موادها الاسلاميه من ايام  دراسته الجامعية في كلية الهندسة فذهب إلى تحصيل علومها بشغف و حب و هذا مما أعطاه تقدما كبيرا يضاف إلى ذكاءه الكبير إذ كان شخصا مجدا في تعليمه الجامعي بدرجة الامتياز و بدرجة اعلى في ما يحب من العلم الديني بشكل اكيد
.و في أواخر الألفية من القرن الماضي أعلن نفسه متمكنا من العلوم الدينية و بشهادة ابرز أساتذته الشهيد محمد صادق الصدر و اقر بعلمه و فضله حتى عليه إي على أستاذه.و انطلقت خطى مرجعيته و مواقفها التي كانت مخالفة لمناهج الراديكالية المؤسساتية الحوزويه و هذا مما أشاط غضبها و أغارصدرها عليه حيث تعرض إلى حكم الإعدام و محاولتين للقتل و التصفية المباشرة.
(تعرض بيت الصرخي و مدرسته الدينية في كربلاء إلى هجوم من قبل القوات الأمريكية في عام 2011 و أدت الاشتباكات إلى مقتل قائد الكتيبة الأمريكي العقيد كيم اورلاندو و هو ارفع ضابط أمريكي يقتل خلال فترة احتلال العراق كلها من قبل القوات الأمريكية و تعرض بيت و براني السيد الصرخي الحسني إلى الاعتداء من قبل المليشيات الإيرانية في عام 2014 بعد عدم أمضاءة فتوى التحشيد حيث وصفها بان ظاهرها للعراق و باطنها لحماية إيران و مصالحها ).
بل حتى التيار الصدري الذي يترنح منذ استشهاد المرجع و الأب الروحي له السيد محمد صادق الصدر الذي هو أستاذ الصرخي الحسني , يترنح بين مرجعيات عدة منها الحائري و اليعقوبي و الحيدري و الطائي و غيرها ممن ورثوا هذه المرجعية و تقاسموا تركتها التي حصل على الغنيمة الكبرى منها ابن السيد محمد صادق الصدر و تفرد بقرار أشبة بالبدعة الشيعية الحديثة التي تقول بالقيادة في الأرض و التقليد الخارجي كما حدث من تقليد الحائري القاطن في إيران و الرجوع بالقيادة إلى مقتدى الصدر في العراق ..و لكي لا نخرج على موضوعنا إن مرجعية الصرخي الحسني ساعدت جيش المهدي في كثير من حروب المقاومة داخل العراق و فكت الحصار العسكري الأمريكي عن متعسكري جيش المهدي المحاصرين بمنطقة المخيم في كربلاء إضافة إلى إن الصرخي الحسني خرج من رحم مرجعية الشهيدين الصدرين و كان مقربا جدا من الصدر الشهيد الأخير حتى إن زمام الإفتاء في عرين المرجعية و هي ما تسمى بالبرانى كان يقوم بأعبائها الصرخي الحسني و اخذ الضوء الأخضر بالإفتاء بحسب رأيه الشرعي كاعتراف مؤكد بانتقال الصرخي الحسني إلى مصاف المجتهدين الناطقين بالإحكام الشرعية بل و يفهم هنا إن الرأي المخالف لما يراه الأستاذ يعتبر إمضاء على سداده و علميته عليه مراعيا عمق المكان و هو عرين المرجعية و في زمن كان الجهاز الأمني ألصدامي على أوجه و في اقوي حالاته و هذا مما يشير إلى الثقة العلمية الواضحة و مع كل ذلك بقى الصرخي الحسني و من معه يتلقون الرصاص دون حمية عربية و لا إسلامية لا من القريب العقائدي و لا من البعيد الإسلامي أو الإنساني ..
في أعظم مفارقة تجمع بين نقائض عدة منها غياب النصرة من  الشيعة الذين هو من كنفهم و مذهبهم و دينهم و في وسط كربلاء العاصمة الروحية الثانية للشيعة بعد النجف أو ما توازيها ..
و منها ينطلق ألشيعه نحو التعزية بالحسين ابن علي عليهم السلام و يستذكرون قوله ويلكم يا شيعة آل سفيان, إن لم يكن لكم دين, وكنتم لا تخافون يوم المعاد, فكونوا أحراراً في دنياكم [هذه]. وارجعوا إلى أحسابكم إن كنتم عرباً كما تزعمون). إذ أرى إن الله اختبرهم بحسين في عصرهم و لم تتحرك لا عروبتهم و لا إنسانيتهم حسب رأيي ؟
و هذه النقائض اجتمعت على الفتك بهذا الرجل و استئصال مرجعيته و أبعادة كليا عن الواقع الحوزوي العراقي و قص جناحية و تفريق انصارة لأنه كان مصدرا لفتاوى اعتبروها خارج السرب و خارج خدمة الإرادتين القويتين أمريكا و إيران
و هذا بديهي و واضح إذ لو كان الصرخي الحسني مواليا لكلا القوتين لما حدث معه إي من ما يذكر و لما تلقى الرصاصات بالكفن نفسه الذي عاهد أستاذة الصدر الثاني على ارتداءه مثل ما كان يفعل الأخير ذلك في كل وقت ...
فهذا الرجل الذي خرج وحيدا يلملم جراحات أستاذة الشهيد الصدر الثاني و يكمل ما بدأه أستاذة بإقامة صلاة ألجمعه في دارة بعد إن منعت الصلاة في زمن صدام بمسجد الكوفة أو إي مسجد أخر ...
هذا الرجل الذي انطلق وحيدا مع ما يحمله من أدلة و مؤيدات يعرضها على من يطرق بابه حتى تجمع له حواريون و أسباط في عام 1999 و 2000 و استمر حتى حكم علية بالإعدام بتهمة التحريض على الدولة و خرج ضعيفا نحيلا من الزنزانة بعد سقوط بغداد بيد الأمريكان ..
هذا الرجل الذي أطلق فتوى الجهاد ضد الاحتلال و لم يصوت على الدستور و رفضه و قاطع الانتخابات ضمن القوائم المغلقة و رفض الانتخاب على أساس طائفي.
هذا الرجل الذي لم يغرد مع السرب الذين جيشوا الشارع و أفتوا بفتوى الحشد بل وضع حلولا و نادي بتطبيقها منها إن يجند أبناء المناطق النازحين لتحرير مدنهم و الانكماش على التحشيد الطائفي موضحا إن العقيدة التيمية الوهابية التي يتبناها تنظيم ألدوله تستمد جذوتها و قوتها على جذب المقاتلين من كل دول العالم من خلال اللعب على الوتر الطائفي ..
هذا الرجل الذي انطلق فردا يحمل كتبه و يطرق أبواب المتصدين لكي يناظرهم و تحول إلى المناظر البارع الذي يمزق كتبهم و مكامن علمهم فيجردهم من لباس العلم و يعلن نفسه اعلم من الجميع من شاء فليناظر و من شاء فليتلقى من ربه كلمات فحق الإذعان عليه للقول الفصل و الفكر المتين ..
هذا الرجل الذي يشبه الرسل في أيامهم الأوائل و تجري عليه سنتهم في قومهم حقا و صدقا يمضي وحيدا ثم مع أسباطه ثم يقارع حتى يحكم الله..
هذا الرجل الذي كان رجل في مرجعيه و مرجعية في رجل . أصبح ألان امة عابدا لله يرتقي البراق و يتبوأ الأعالي و يسكن الثريا فانطلق نحو العالمية فأوقع بالفكر التيمي الوهابي العالمي المسيطر على عقول أبناء ألسنه ممن غرر بهم أو ممن جهل بهم فاذهب ففتن الحجر و اخرج الذهب و هذا مما أغاض منه التيميه كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ۗ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ..
اليوم يبسط علمه محللا مواجها للتطرف يقص جذورة و يريح المسلمين منه يرتقي سلم المواجهة و القيادة من الوسط الإسلامي الشيعي الضيق الى الباحه العالمية الفارهه فيسمعه كل مسلم في أصقاع الأرض كلها فهذا الرجل الذي تجسدت المرجعية فيه في يوم من الأيام حتما ستتجسد به العالمية الإسلامية و ذلك من المحتوم إذ انه تصدر حقا لقيادة العالم الإسلامي بجدارة ..

و علم و حنكه بخطوات طار بها إلى الثريا سريعا جدا و سيبكي على محرابه أعداء الأمس قريبا  فما كان لله ينمو ..